الأتمتة (Automation) ليست علمًا جديدًا ولا اختراعًا واحدًا ظهر في سنة معيّنة، بل هي ببساطة أي نظام قادر على إتمام تشغيل نفسه أو مجموعة من المهام الأخرى دون الحاجة لتدخل بشري أثناء عمله الطبيعي.
الأتمتة معروفة في أكثر من مجال، هناك مثلًا في المجال الزراعي مزارع مؤتمتة تُدار بسهولة عن طريق الآلات:
لكن هذه ليست الأتمتة التي نريد الحديث عنها اليوم، بل ما نتحدث عنه هو أتمتة المهام داخل أنظمة الحواسيب، بحيث نتخلص من الحاجة للقيام بالمهام التكرارية يدويًا بأنفسنا نحن مستخدمي الخدمات والإنترنت وأصحاب المشاريع.
إن المهام الروتينية التي تقوم بها كل يوم من تصفّح الرسائل البريدية والرد عليها، ومتابعة صفحاتك ومجموعاتك على وسائل التواصل، وتحديث معلومات المشترين في متجرك الإلكتروني، وإضافة المستخدمين تلقائيًا إلى موقعك أو مجموعتك عند تعبئتهم لنموذج معيّن… أي مهمة يدوية تجريها عن طريق أي خدمة على الإنترنت هي مهمة قابلة للأتمتة؛ أي أنك يمكنك أن تجعل البرامج الحاسوبية والخدمات تقوم بها تلقائيًا بدلًا عنك.
أي أن جميع خدمات الإنترنت مثل Google Docs وTrello وDropbox وفيسبوك وتويتر وتلجرام وجيميل وShopify ووردبريس وجميعها تقريبًا… كلها قابلة للربط بين بعضها البعض لأتمتة أداء هذه المهام الروتينية التي تقوم بها.
يمكنك مثلًا أن تستخدم الأتمتة لـ:
- إرسال تنبيه أو إشعار معين إلى حاسوبك أو هاتفك أو بريدك الإلكتروني كل بضع ساعات يحمل رسالة معيّنة (أذكار مثلًا).
- إنشاء بوت تلجرام بسيط، عند النشر عليه تُنشر نفس الرسالة على حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وغيرها.
- نشر صورة معينة من 500 صورة (اقتباسات مثلًا) كل يوم على مواقع التواصل إلى حين انتهاء نشرها.
- إضافة جميع من يعبئ نموذجًا معيّنا على Google Forms إلى موقعك الإلكتروني أو قائمتك البريدية.
- تقسيم كتاب ضخم من 700 صفحة مثلًا لحزم صغيرة من 10 صفحات، تُرسل لك كل يوم على تلجرام لتسهيل قراءة الكتاب عليك.
- إرسال رسالة أو تعليق لكل من يعلق على صفحتك على فيسبوك.
- نقل أي بيانات من Google Spreadsheet إلى أي موقع أو خدمة أخرى تستعملها.
- وغيرها من الاستخدامات الكثيرة جدًا التي لا تعد ولا تحصى.
فبدلًا عن نشر نفس المنشور على صفحتك على فيسبوك، ثم حسابك على تويتر، ثم حسابك على انستغرام، ثم حسابك على تلجرام… إلخ، يمكنك نشره في مكانٍ واحد فقط وسيتم نشره في جميع الأماكن الأخرى تلقائيًا مثلًا.
الأتمتة مفيدة للغاية لأنها توفّر لك ما قد يغنيك عن توظيف عشرات الموظفين أو المستقلين في شركتك أو مؤسستك؛ بدلًا من توظيف موظفين بدوام كامل للقيام بهذه المهام الروتينية ودفع رواتب كبيرة لهم، يمكنك الاشتراك في خدمات الأتمتة وتعلّمها والقيام بكل ما تحتاجه بنفسك.
تقوم فكرة الأتمتة على ما يُعرف بـ”السيناريوهات” (Scenarios) وفكرتها ببساطة “عندما يحصل هذا الأمر افعل كذا”؛ أي أنها تمثل المهمة التلقائية التي ستحصل عند حصول المنبّه (Trigger) المطلوب.
هناك الكثير من خدمات الأتمتة على الشبكة، أبرزها:
- IFTTT: خدمة بسيطة للربط بين الخدمات، سهلة الاستخدام على المبتدئين ونستحسنها كبداية للدخول إلى المجال، كما أنها مجانية لعددٍ محدود من السيناريوهات.
- Zapier: خدمة احترافية للأتمتة كما أنها أكثر شهرةً واستعمالًا من قبل الشركات والمؤسسات، لكن عيبها هو أن الخطة المجانية فيها محدودة والاشتراكات المدفوعة فيها مكلفة جدًا.
- Integromat: أفضل خيار أتمتة موجود على الساحة ونستعمله شخصيًا في حوسبة. الخطة المجانية جيدة والواجهة جميلة للغاية، لكن سيحتاج وقتًا للتعلّم والتمرّن إلى حين التمكّن من المنصة وأدواتها وطريقة عملها. الخطة المدفوعة أسعارها رخيصة جدًا مقارنةً بالبدائل الأخرى في السوق.
دعنا مثلًا نأخذ السيناريو التالي الذي لدينا في Integromat:
وظيفة هذا السيناريو هو أنه يراقب المشتركين الجدد لحملتنا على موقع Patreon (موقع جمع تبرعات واشتراكات من المستخدمين)، وبمجرد اشتراك مستخدم جديد سيقوم هذا السيناريو تلقائيًا بـ:
- أخذ بيانات المستخدم الجديد من باتريون.
- إنشاء حساب له على موقعنا على ووردبريس بتلك البيانات.
- إرسال رسالة بريدية ترحيبية على بريده الإلكتروني بها بعض التفاصيل عن بياناته على ووردبريس وطرق الوصول لخدماتنا.
كل ذلك تلقائي؛ بدون أي تدخل بشري منا على الإطلاق. تخيّل لولا الأتمتة كم ساعة من أعمارنا سنحتاج أن نصرف لنقوم بكل هذا يدويًا مع كل مشترك جديد لدينا؟
لأجل هذا ننصح أصحاب المشاريع والشركات والمؤسسات بضراوة أن يتجهوا نحو الأتمتة ويستفيدوا منها في أعمالهم؛ إنها توفّر ساعاتٍ هائلة من العمل على موظفي تلك الشركات، وتقوم بنفس المهام بجودة أعلى وبتكاليف أقل بكثير جدًا.
يمكنك الاشتراك في الخدمات التي ذكرناها مسبقًا والبدء ببعض التجارب لما يمكنك أن تفعله معها. نحن جاهزون من طرفنا ﻷي استفسار أو استشارة حول خدمة Integromat.
يمكنكم أن تقرأوا المزيد عن الأتمتة من هذه التجربة الشخصية.
اترك تعليقًا